أبناء الرشيد - الأمين والمأمون

يستعرض المسلسل واحدة من أدق وأخطر المراحل التي مرت بها الدولة العباسية بعد نشوب العديد من الخلافات والفتن التي بدورها هزت أركان الدولة الإسلامية وساهمت إلى حد كبير في أفول نجم المسلمين في ذلك العصر. فبعد فتنة البرامكة الشهيرة التي انتهت بحبس الخليفة العباسي هارون الرشيد ليحيى بن خالد البرمكي الذي كان يعد أحد أهم وأبرز قادته، توالت الخلافات في بلاط الدولة العباسية بعدما فضل الرشيد تقديم ابنه الأمين لخلافته رغم الذكاء والفطنة والعلم الذي تميز به بكره المأمون، حيث أدى تقديم الرشيد للأمين ذو الأم الفارسية لخلافته إلى نشوب فتنة طائفية عرقية بين العرب والفرس، مما تسبب في خلق صدع كبير في جسد الدولة الإسلامية التي عانت الأمرين من الفتن المتوالية. وكانت شرارة الخلاف اشتعلت بعد وفاة الرشيد وتقلد الأمين لأمور الخلافة، حيث دب نزاع بين الأخوين لتراجع الخليفة عن الوعود والمواثيق التي قطعها على نفسه جاعلاً ابنه موسى وليًا للعهد بدلاً من أخويه المأمون والمؤتمن، وتطور الأمر إلى حرب شعواء اشتعلت نيرانها بين الأخوين من جهة، وبين بطانة الأمين الفارسية وأتباع المأمون من العرب من ناحية أخرى.