تكبير الصورة

عمل درامي تاريخي وهو أول ملحمة درامية تلفازية تروي قصة الجرح الفلسطيني الممتد على مساحة الوجدان العربي والإنساني وذلك من خلال رصد حياة أسرة فلسطينية ريفية تتقلب بين مختلف الملاحم منذ الثلاثينيات من القرن الماضي وحتى نهاية الستينيات؛ حيث يصور هذا العمل كفاح هذه الأسرة على أرضها ضد الفقر والحرمان وتسلط الزعامات التقليدية من جهة، وضدّ سياسات الانتداب البريطاني الرامية إلى تجريد العرب من أراضيهم تنفيذاً لوعد بلفور، من جهة أخرى، مروراً بثورة الريف الفلسطيني في الثلاثينيات (1936 - 1939)، ومحاولات النهوض من آثار النكبة على الصعيدين الخاص والعام، حتى حرب حزيران وتداعياتها ومقاومة الاحتلال داخل الوطن المحتل. بعيداً عن ضجيج الشعارات والأساليب الخطابية والمعالجات الرومانسية الساذجة، يُقدم هذا العمل معالجة إنسانية واقعية، ويقدّم نماذج إنسانية مركبة تتفاوت في أنماط استجاباتها للظروف العامة، حيث يصور أحلامها وطموحاتها وانتصارتها وخيباتها وتحولاتها وكفاحها من أجل البقاء والنهوض من رماد الهزائم والمآسي: شخصيات تتلقى غيبها من النكبات ، وتقدم نصيبها من التضحيات ، وتحمل معها عبء الذاكرة الممتدة، ويلتحم فيها الخاص بالعام والذاتي بالإنساني. هذا العمل ملحمة درامية تسد فراغاً كبيراً في الدراما العربية، وتتطلع معالجتها إلى الارتقاء إلى مستوى القضية، وتتحرك وقائعها وشخصياتها على خلفية موثّقة من النواحي التاريخية والوطنية والثقافية والشعبية، وإذ تنطلق من ظروف القضية فإنها تنتهي إلى الإنساني العام كشأن كل الأعمال الفنية والأدبية الكبيرة. نال عدة جوائز تقديرية من مختلف البلدان العربية وأعتبر أهم عمل تاريخي يحكي عن القضية الفلسطينية بالواقع الإنساني على مستوى الوطن العربي